تتراوح مدة عملية استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر عادة بين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، وذلك حسب حجم البروستاتا وتعقيد الحالة. حيث يتم الإجراء عن طريق المنظار عبر مجرى البول دون الحاجة إلى شق جراحي، مما يُقلل من مدة العملية وفترة البقاء داخل غرفة العمليات.

يُعد تضخم البروستاتا الحميد من أكثر المشكلات شيوعًا بين الرجال فوق سن الخمسين، ويؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة بسبب أعراضه المزعجة المتعلقة بالتبول. ومع تطور الطب الحديث، ظهرت تقنيات الليزر كبديل فعال وآمن للجراحة التقليدية، ومن أبرزها استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر.
في هذا المقال، نستعرض كل ما يهم المريض حول ليزر الثوليوم، وفوائده في علاج البروستاتا، ولماذا يُعد خيارًا مميزًا في حالات التضخم.
ما هو ليزر الثوليوم؟
ليزر الثوليوم (Thulium Laser) هو نوع متطور من الليزر يستخدم في العديد من التطبيقات الطبية، خاصة في جراحات المسالك البولية. ويعتمد هذا الليزر على طول موجي يبلغ 2013 نانومتر، يتم امتصاصه بكفاءة عالية بواسطة الماء، مما يسمح له بتبخير الأنسجة بدقة دون إحداث ضرر في الأنسجة المجاورة.
مميزات ليزر الثوليوم من الناحية التقنية:
- يوفر تحكمًا عاليًا أثناء القطع أو التبخير.
- يتميز بسرعة التبخير الفوري للأنسجة.
- يحقق تخثرًا ممتازًا للأوعية الدموية، ما يقلل من خطر النزيف.
- يناسب العمليات الجراحية الدقيقة مثل استئصال البروستاتا أو تفتيت حصوات المثانة.

ما هو استئصال البروستاتا بالليزر الثوليوم؟
استئصال البروستاتا بالليزر الثوليوم (ThuLEP) هو إجراء حديث يتم فيه استخدام ليزر الثوليوم لإزالة النسيج المتضخم من البروستاتا في مرضى تضخم البروستاتا الحميد. وتتم العملية عن طريق إدخال منظار عبر الإحليل، دون الحاجة إلى فتح جراحي، حيث يقوم الجراح باستخدام الليزر لفصل واستئصال الأنسجة المتضخمة بدقة، ثم يتم تفتيتها داخل المثانة باستخدام جهاز خاص وسحبها خارج الجسم.
الفرق بين ليزر الثوليوم وأنواع الليزر الأخرى:
- يوفر قطعًا مستويًا ودقيقًا جدًا، مما يُسهل من استئصال الأنسجة.
- معدل النزيف أقل مقارنة ببعض الأنواع الأخرى.
- يناسب المرضى الذين يتناولون مميعات الدم أو كبار السن.
- فترة النقاهة قصيرة، مع نتائج ممتازة في تحسين تدفق البول وتقليل الأعراض البولية.
مميزات استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر:
يُعد استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر من أكثر التقنيات تقدمًا في علاج تضخم البروستاتا الحميد، ويتميز بالعديد من الفوائد التي تجعله خيارًا مثاليًا للعديد من المرضى، خاصة كبار السن أو من يعانون من أمراض مزمنة.
ومن أبرز مميزات استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر:
- الدقة الفائقة في القطع والتحكم: يوفر ليزر الثوليوم إمكانية فصل الأنسجة المتضخمة بدقة شديدة دون التأثير على الأنسجة السليمة، مما يقلل من خطر المضاعفات.
- أقل نزيفًا من الجراحات التقليدية: نظرًا لقدرته العالية على إغلاق الأوعية الدموية أثناء القطع، فإن العملية تُجرى بأمان حتى في المرضى الذين يتناولون أدوية مميعة للدم.
- سرعة التعافي: معظم المرضى يمكنهم مغادرة المستشفى خلال 24 ساعة فقط، والعودة لممارسة الحياة اليومية خلال فترة قصيرة.
- الإزالة الكاملة للنسيج المتضخم: على عكس بعض تقنيات التبخير، يُتيح الثوليوم ليزر استئصال الأنسجة بالكامل، مما يقلل احتمالات عودة التضخم مستقبلاً.
- تحسن سريع في الأعراض البولية: مثل تدفق البول، وتقليل عدد مرات التبول الليلي، والشعور بإفراغ المثانة بشكل أفضل.
- آمن لكبار السن ومرضى القلب أو السكر: بسبب انخفاض معدل النزيف وقلة المضاعفات، فهو مناسب للمرضى الذين لا يتحملون الجراحة التقليدية.
- احتمالية أقل للتأثير على الانتصاب: عند إجرائه بواسطة جراح متمرس، مثل الدكتور خالد حبيب، تكون نسبة الحفاظ على الوظائف الجنسية مرتفعة.

عيوب استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر:
رغم أن هذه التقنية تُعد من الأكثر أمانًا وفعالية، إلا أن هناك بعض عيوب استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر أو التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار قبل اتخاذ القرار، وهي:
- توافر التقنية والمعدات: ليست كل المراكز الطبية مجهزة بأجهزة الثوليوم ليزر، وتحتاج إلى فريق طبي مدرب خصيصًا على استخدامها.
- الخبرة الجراحية المطلوبة: تحتاج العملية إلى مهارة عالية وخبرة دقيقة في التعامل مع الليزر والتحكم فيه، وهو ما يجعل اختيار الجراح أمرًا بالغ الأهمية.
- احتمالية حدوث ارتجاع للسائل المنوي: وهو عرض شائع بعد عمليات البروستاتا بالليزر، حيث ينتقل السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من الخروج، وقد يؤثر على الخصوبة لكنه لا يؤثر على القدرة الجنسية.
- تكلفة أعلى نسبيًا: بالمقارنة بالجراحة التقليدية، قد تكون تكلفة استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر أعلى، لكن يقابل ذلك تقليل فترة الإقامة في المستشفى والعلاج والراحة بعد العملية.
- إمكانية وجود أعراض مؤقتة بعد الجراحة: مثل حرقة البول أو الشعور بالحاجة المتكررة للتبول، وهي أعراض تزول عادة خلال أسابيع من العملية.
من هم المرشحون لإجراء استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر؟
لا تحتاج جميع حالات تضخم البروستاتا إلى تدخل جراحي، لكن هناك مجموعة من المرضى يُعتبرون المرشحون المثاليون لإجراء استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر، وهم:
- الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد المتقدم، والذي يسبب أعراضًا بولية مزعجة مثل ضعف تدفق البول، التقطيع، التبول الليلي، أو الشعور بعدم تفريغ المثانة.
- المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الدوائي، أو ظهرت لديهم مضاعفات مثل التهابات متكررة في المثانة أو احتباس البول.
- الحالات التي تتطلب تدخلًا دقيقًا وآمنًا مثل:
- كبار السن.
- مرضى القلب أو السكر.
- من يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الأسبرين أو الوارفارين.
- المرضى الذين يرفضون الجراحة المفتوحة ويبحثون عن حل بديل أقل تدخلاً وأكثر سرعة في التعافي.
- من لديهم تضخم بروستاتا متوسط إلى كبير الحجم ويرغبون في إزالة النسيج المتضخم بالكامل لتقليل فرص تكرار التضخم مستقبلاً.
ويتم فحص الحالة سريريًا وتقييمها عبر تحاليل وفحوصات متخصصة قبل اتخاذ القرار، لتحديد ما إذا كان ليزر الثوليوم هو الخيار الأفضل للمريض.

تكلفة عملية استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر:
تُعتبر تقنية استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر من العمليات المتقدمة التي تحتاج إلى تجهيزات دقيقة وجراح متمرس، ولهذا تختلف تكلفة العملية بناءً على عدة عوامل منها:
- خبرة الطبيب الجراح ومكانته العلمية.
- حجم البروستاتا ومدى تعقيد الحالة.
- طول مدة الإقامة في المستشفى.
- الفحوصات المطلوبة قبل العملية.
- الخدمات الإضافية مثل المتابعة بعد الجراحة، والتحاليل، والأشعة.
وبالرغم من أن التكلفة قد تكون أعلى نسبيًا من الجراحة التقليدية، إلا أن العائد يتمثل في فترة نقاهة أقصر، ومضاعفات أقل، وراحة أكبر بعد العملية، مما يجعلها استثمارًا صحيًا طويل الأمد.

وختامًا:
يُعد استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر من أحدث وأكثر التقنيات أمانًا وفاعلية في علاج تضخم البروستاتا، خاصة عند من لا يناسبهم التدخل الجراحي المفتوح. وتزداد أهمية هذه التقنية عندما تُجرى على يد خبير في جراحات الليزر والمسالك البولية مثل الدكتور خالد حبيب، الذي يتميز بخبرة طويلة في تطبيق أحدث تقنيات العلاج بما يضمن أفضل النتائج وأعلى درجات الأمان للمريض.
الاسئلة الشائعة
رغم أن تقنية استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر تعتبر من أكثر الخيارات أمانًا وفعالية، إلا أنها لا تناسب جميع الحالات. فالمرشحون المثاليون هم:
- الرجال المصابون بتضخم البروستاتا الحميد المتوسط أو الشديد.
- من لم يستجيبوا للعلاج الدوائي.
- من يعانون من احتباس بولي متكرر أو أعراض مزعجة تؤثر على حياتهم اليومية.
- كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة مثل القلب أو السكر، حيث يكون التدخل الجراحي التقليدي عالي الخطورة.
تُظهر الدراسات الحديثة أن نسبة نجاح عملية استئصال البروستاتا بالثوليوم ليزر تتجاوز 95%، عند إجرائها على يد جراح متخصص في الليزر. ويلاحظ معظم المرضى تحسنًا واضحًا في تدفق البول، انخفاضًا في عدد مرات التبول الليلي، واختفاء أعراض التضخم المزعجة خلال أول أسبوعين من الجراحة.
تتميز هذه التقنية بسرعة التعافي مقارنة بالجراحة التقليدية. وتتراوح مدة الإقامة في المستشفى عادة من 24 إلى 48 ساعة. وتتم إزالة القسطرة البولية غالبًا خلال 2 إلى 3 أيام. ويستطيع المريض العودة إلى أنشطة الحياة اليومية خلال أسبوع إلى 10 أيام، ثم العودة إلى الأنشطة المجهدة أو العلاقة الحميمة بعد حوالي 3 إلى 4 أسابيع، حسب تقييم الطبيب.
رغم أن التقنية آمنة للغاية، فقد تحدث بعض الآثار الجانبية المؤقتة بعد العملية، وتشمل:
- شعور بالحُرقة أثناء التبول في الأيام الأولى.
- وجود دم بسيط في البول، يزول تدريجيًا خلال أيام.
- زيادة مؤقتة في عدد مرات التبول نتيجة تهيج المثانة.
- ارتجاع السائل المنوي إلى المثانة (وهو عرض شائع وغير ضار يؤثر فقط على الخصوبة وليس على الوظيفة الجنسية).
- عدوى بسيطة أو تهيج بالمجاري البولية، في حالات نادرة، يتم علاجها بالمضادات الحيوية.
وتقل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة إذا تمت العملية في مركز مجهز وعلى يد طبيب متخصص في استخدام الليزر، مثل الدكتور خالد حبيب.